20 نوفمبر 2011

من أدعية الاستفتاح في الصلاة

من أدعية الاستفتاح في الصلاة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فمن سنن الصلاة العظيمة : " دعاء الاستفتاح " وهو دعاء مسنون في قول جمهور أهل العلم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة سورة الفاتحة ...
وقد جاءت السنة المطهرة ببيان عدد من أدعية الاستفتاح ، فحري بالحريص على السنة أن يحفظ شيئا من هذه الأدعية ، وينوع بينها ، فتارة يأتي بالذكر الأول ، وتارة بالثاني وهكذا ...
وحري بالحريص على الخير أن يعلم أهل بيته مثل هذه الأذكار العظيمة ، فبعض الأبناء لا يعرفون هذه الأذكار لأن والده أو أمه لم تعلمه يوما هذه الأذكار !...
وإليكم رعاكم الله شيئا من هذه الأذكار العظيمة :
1-     عَنْ عَبْدَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ يَجْهَرُ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ يَقُولُ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، تَبَارَكَ اسْمُكَ ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ. أخرجه مسلم .
2-     عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ الْقِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ هُنَيَّةً فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ قَالَ : أَقُولُ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ. متفق عليه .
3-     عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « مَنِ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ». قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « عَجِبْتُ لَهَا فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ». قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ ذَلِكَ. أخرجه مسلم.
4-     عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- صَلاَتَهُ قَالَ « أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ ». فَأَرَمَّ [ أي سكتوا ] الْقَوْمُ فَقَالَ « أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا ». فَقَالَ رَجُلٌ جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِى النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَالَ « لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَىْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا ».
5-     عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ قَالَ « وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. أَنْتَ رَبِّى وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِى وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِى ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ وَاهْدِنِى لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِى لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّى سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّى سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِى يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ». أخرجه مسلم.
6-     عن أبي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَىِّ شَىْءٍ كَانَ نَبِي اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلاَتَهُ « اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».أخرجه مسلم.
فانظر رعاك الله في هذه الأذكار العظيمة الجليلة وانظر إلى شيء من فوائدها :
1-  أهمية الثناء على الله على عزوجل ، فهذه الأذكار جلها وأغلبها في الثناء على الله وفي الحديث الصحيح : يْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ.
2-  الطلب والافتقار لله عزوجل ، فالله تعالى هو الإله المعبود وغيره لا يستحق العبادة ، فجميع القرب والعبادات تكون خالصة لله عزوجل كما قال ربنا عزوجل : ( فادعو الله مخلصين له الدين ).
3-  سهولة هذه الأذكار ويسرها ، والحريص على الخير يحرص على حفظ الأذكار والأدعية الواردة في الكتاب والسنة .
4-    عناية الصحابة الكرام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ونقلها لنا ...
5-  حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام الأذكار الشرعية ، فالذكر من أعظم أسباب الطمأنينة والسعادة ...
أسأل الله العظيم الجليل أن يوفقنا لإتباع السنة ، والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

أخوكم
عبدالله الكمالي
20/11/2011
تويتر :
@alkamali11


15 نوفمبر 2011

نحو مكتبة إسلامية نافعة في كل بيت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فكثيرا ما أسمع أو أقرأ عن أشخاص يعشقون القراءة ويحبونها ولكنهم يسألون ماذا نقرأ ؟
أو بعض الأشخاص يقولون نريد أن نتفقه في الدين فماذا نقرأ؟
وهل نقرأ كل شيء يقع بين أيدينا ؟
وهل نقرأ لكل أحد؟
وما السبيل لتكوين مكتبة نافعة مفيدة ؟
فأحببت أن اذكر قائمة من الكتب في كل فن من فنون العلم حتى يعم النفع بها وقد حرصت أن تكون هذه الكتب معتمدة وموثوقة من ناحية مؤلفيها ومن ناحية ما تحتويه حتى لا يلجأ طالب العلم المبتدئ بإذن الله لأي كتاب من الكتب التي قد تكون على خلاف عقيدة أهل السنة والجماعة ...
أ- العقيدة :
1- شرح القواعد الأربعة للشيخ صالح آل الشيخ :
وهذا الشرح موجود في شريط واحد ويوجد مفرغا على شبكة الانترنت.
2- شرح الأصول الثلاثة للشيخ صالح آل الشيخ وهو موجود على الشبكة أيضا .
3- شرح العقيدة الواسطية للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين وهو شرح متداول مشهور .
4- شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ وهو مطبوع متداول .
5- شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله لكتاب التوحيد وهو شرح مطبوع متداول.
ب- الفقه:
1- الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة للشيخ حسين العوايشة والكتاب مطبوع متداول في 4 مجلدات .
2- صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم  للشيخ الألباني رحمه الله تعالى والكتاب مطبوع متداول في مجلد صغير .
3- القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور حسن سلمان والكتاب مطبوع في مجلد .
4- الشرح الممتع على زاد المستقنع للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والكتاب مطبوع متداول وموجود في موقع الشيخ .
5- رسالة في حكم الدماء الطبيعية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والرسالة مطبوعة في كتيب صغير .
ج- التفسير:
1- التفسير الميسر ، والكتاب مطبوع في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
2- تفسير جزء عم للشيخ محمد بن صالح العثيمن رحمه الله والكتاب مطبوع متداول .
3- تفسير السعدي وهو كتاب معروف مطبوع في مجلد واحد وهناك بعض الطبعات في عدة مجلدات .
د- السيرة النبوية :
 الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري والكتاب مطبوع في مجلد واحد .

هـ- الأخلاق والأدب :
1- شرح صحيح الأدب المفرد للشيخ حسين العوايشة وهو مطبوع في 3 مجلدات .
2- شرح رياض الصالحين للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والكتاب مطبوع .
3- الأكمل من هدي النبي المرسل صلى الله عليه وسلم  لخير الدين وانلي والكتاب مطبوع في مجلد .
و – الرقائق والزهد:
1- صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني رحمه الله .
2- الداء والدواء لابن قيم الجوزية .
ز- الحديث :
1- تيسير العلام بشرح عمدة الأحكام للشيخ عبدالله البسام والكتاب مطبوع في مجلدين .
2- شرح الأربعين النووية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والكتاب مطبوع .
3- شرح عمدة الأحكام للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى .
ح – كتب الفتاوى :
1- فتاوى المرأة المسلمة للمجوعة من المشايخ جمعها أشرف عبدالمقصود والكتاب مطبوع في مجلد في مكتبة أضواء السلف والكتاب نافع جدا .
ط- كتب اللغة :
1- شرح الأجرومية للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله والكتاب مطبوع .
2- جواهر الأدب للهاشمي والكتاب مطبوع في مجلد .
ي- في آداب طالب العلم :
1-     معالم في طريق طلب العلم للشيخ عبدالعزيز السدحان والكتاب نافع جدا وهو مطبوع في مجلد .
2-     حلية طالب العلم للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد وقد شرح الكتاب الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.

وفي الختام :
هذه بعض العناوين – ولم أقصد الحصر والاستيعاب - التي تفيد الجميع حتى لو كان مستواه في أول طلب العلم ، فإن كانت عندك هذه الكتب فأدمن النظر فيها وستستفيد فوائد عظيمة جدا
وكن على أشد الحذر من الكتب التي تكثر فيها الأخطاء العقدية والانحرافات والأحاديث الضعيفة والموضوعة .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..........

مقال كتبته قديما وأعدتُ نشره بمناسبة معرض الشارقة للكتاب ...
والله الموفق
أخوكم
عبدالله الكمالي
أبوسيف غفر الله ولوالديه
15/11/2011

13 نوفمبر 2011

الحج ذكريات مواقف

الحج ذكريات ومواقف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين أما بعد :
فمن ألطاف الله العظيمة بعبده المقصر أن يسر له أداء حج هذه السنة 1432هـ وهذه النعمة العظمية الجليلة تحتاج إلى شكر عظيم لله رب العالمين فاللهم ربي لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى ...
توجهنا إلى مطار دبي الدولي والتقيت هناك بالمجموعة كلها وكانوا إخوة من أفاضل الناس من مختلف الدوائر الحكومية في دبي ، أعرف قليلا منهم ولا أعرف أكثرهم ، ومن فوائد الحج : الألفة والتعارف والإخوة في الله  ...
بدأت الرحلة والبداية تكون بدعاء السفر والذكر والدعاء من أسباب البركة والتيسير كما لا يخفى على الجميع ...
وصلنا للمدينة النبوية ووصلنا للفندق قبيل أذان الفجر ، ورأى الإخوة الكرام أن نذهب لصلاة الفجر قبل توزيع الغرف ونعم الرأي رأيهم فالصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم هذه هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام ...
والمدينة النبوية مدينة مباركة وهي طيبة وطابة ، تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد ...
ويستحب فيها الصلاة في المسجد النبوي والروضة الشريفة ثم السلام على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مع التنبيه والتأكيد أن المستحب هو السلام فقط والدعاء والعبادة إنما تكون لله الواحد القهار جل جلاله .
كما يُستحب في المدينة النبوية زيارة البقيع والصلاة في مسجد قباء والسلام على شهداء أحد ...
وكانت الدروس التوعوية تعقد كل يوم للإخوة الكرام الأفاضل ، ووجدتُ منها استجابة كبيرة جزاهم الله خيرا ... وقد عاونني في إلقائها الدكتور الكريم قطب عبدالحميد من دائرة الشؤون الإسلامية بدبي جزاه الله خيرا ...
ثم بعد يومين تجهزنا للسفر إلى مكة المكرمة وقد أخبرتُ الإخوة الأفاضل بأن حج التمتع هو الأفضل والأيسر للجميع فاستجابوا جميعا إلا اثنين منهم ...
ولبى الجميع وأهلوا بالتوحيد : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك.
وفي الطريق شرحتُ لهم معنى هذا الذكر العظيم فالتلبية شعار الحج وفي الحديث الصحيح : أفضل الحج العج [ وهو الإكثار من التلبية ] والثج [ وهو إراقة دم القرابين لله عزوجل ].
فالمسلم يأتي بهذا الذكر العظيم وفي الحمد لله جل جلاله فهو الذي يسر لنا هذه الرحلة المباركة .
وفي التلبية بيان أن العبادة كلها لله عزوجل والمسلم يبرء من الشرك بجميع صوره وأشكاله فلا يحلف إلا بالله
ولا ينذر إلا لله
ولا يذبح إلا لله
ولا يسجد إلا لله ...
ولبى الإخوة الكرام ورفعوا أصواتهم بالتلبية ...
ثم وصلنا إلى مكة المكرمة قبيل المغرب فارتحنا إلى بعد صلاة العشاء ثم توجهنا إلى الحرم لأداء العمرة ، وقد ذهب معي للعمرة العدد الكبير فكان عددهم قرابة 15 شخص ... ووجدت منهم حريصا عجيبا على تطبيق السنة ، وقلة الكلام أثناء الطواف والسعي ...
وبعد العمرة ذهبنا إلى الحلاق فتقدمني رجل ليس من حملتنا وقال للحلاق : احلق شعر رأسي .
فقلتُ له : أن أردت السنة فقصر واجعل التحليق في يوم العيد ...وبعد نقاش وأخذ ورد اقتنع الرجل جزاه الله خيرا ... ثم سألته من أين البلاد أنت ؟ فقال : من لبيبا .
ثم سألني وأنت من أين ؟ فقلت : من الإمارات.
ثم خرجت من الحلاق بعد التقصير فجاءني الرجل وقال : أنت الكمالي ؟!
فقلت : نعم .
فقال : عذرا لم أعرفك بملابس الإحرام ، وأنا أتابع بعض المحاضرات في التلفاز !
فشكرته وهذا كله من فضل الله وكرمه وجوده وإحسانه ...
والحج يربي في المسلم تحقيق المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقد يقول قائل : لماذا الطواف سبعة أشواط والسعي كذلك وكذلك رمي الجمرات ؟
فالجواب :
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ).
وجاء يوم التروية وأحرمنا بالحج ... وقدر الله أن ذهبتُ مع حملة أخرى وفارقت زملائي إلى جماعة من أفاضل الناس ، وجدتُ منهم حرصا على التعلم والسؤال ، توجهنا لعرفة ووصلنا وقت الضحى ...
ثم بعد الزوال أكثر الناس من الذكر والدعاء خاصة قول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
وبعد الغروب دفعنا إلى مزدلفة صلينا بها ثم نمنا إلى الفجر ، وأحد الإخوة ضبط وقت الأذان فلم يأذن لنا جزاه الله خيرا إلا بعد دخول الوقت ، وقد وجدت بعض الناس يستعجلون الأذان والصلاة قبل الوقت ! بسبب العجلة وهذا لا يجوز.
مكثنا إلى قبيل الشروق ثم توجهنا إلى مكة للطواف والسعي وكان الأمر في غاية التيسير ...
وطواف الإفاضة ركن من أركان الحج ... وقد رأيتُ بعض الناس – من شدة التعب – يقطع هذا الطواف بالحديث والكلام وهذا أمر ينبغي أن يُبتعد عنه ، فالطواف ينبغي أن نكثر فيه من الذكر والدعاء ... وطواف الإفاضة لا رَمل فيه ولا  اضبطاع وقد نبهت مجموعة كبيرة من الحجاج على هذا الأمر فالحمد لله على كرمه وفضله وجوده وإحسانه.
ثم ذهبت لرمي الجمرات والحلق وكان الأمر ميسرا سهلا ولله الحمد والمنة ...
وجاءت أيام التشريق وجلسنا مع الإخوة مجالس لا تسل عن حسنها ، نتعاون فيها ونتناصح فيها ، فيها نقاش وحوار حسن وجميل ...
وقد رأيت بعض الإخوة من الشيوخ الكرام والأسر الحاكمة في الإمارات في تواضع عظيم جزاهم الله خيرا ...
ومن عجائب المواقف في الحج أني رأيتُ مجموعة من عوام الناس في حملتنا لم يتركوا المصحف إلا قليلا ، جل وقتهم في قراءة القرآن ، في عبادة وهمة عجيبة قل أن أرى مثلها في الحج ...
وأيضا وجدت من الإخوة حرضا على السؤال عن مسائل الشرع والدين وحرصا على تطبيق السنة فالكل يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خذوا عني مناسككم ...
جاءني أحد العوام فقال : تعلمتُ دعاء لن أتركه ، فقلت له ما هو ؟
فقال : اللهم اهدني وسددني .
وهذا الدعاء علمه النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم كما ثبت في صحيح مسلم.
وجاءني أحد الأفاضل فقال : تعلمت من الحج شيئا مهما فقلت له وما هو ؟
قال : تعلمت أن العبادة كلها لله فلا يجوز صرف شيء منها للأولياء وغيرهم ...
ثم رجعنا إلى الإمارات بخير وصحة وعافية وفضل فالحمد لله رب العالمين ...
زملائي في هذه الرحلة المباركة :
اشكر لكم جهدكم في خدمة الحجاج وأخص بالشكر الإخوة الكرام : محمد سهيل المهيري ومحمد الظاهري وأحمد العريدي وفهد الهاجري وعمر أستاذي وعبدالله بونقيرة وغيرهم فجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول :
ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، فلك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ...
والله الموفق
أخوكم
عبدالله الكمالي
أبوسيف
غفر الله له ولوالديه
18/12/1432هـ
14/11/2011