30 يناير 2012

مشاعرٌ قبيل العودة


مشاعرٌ قبيل العودة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فها هي الأيام تمضي سريعا كلمح البصر ، أيامٌ تبدأ ثم تنتهي سريعا وتنفرط كانفراط خرزات العقد ، وهذا كله من عمر الإنسان ، فالسعيد الموفق من اغتنم أيام هذه الدنيا في طاعة ربه جل جلاله...

عندما تعود إلى بلادك بعد غياب طويل بالنسبة لك عن أرضك وأحبابك وأهلك وأبنائك وزملائك ...

يا تُرى ما هي المشاعر التي تدور في القلب ؟

في البداية لا يملك العبد الضعيف المفتقر إلى ربه إلا أن يقول : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، فالفضل والخير كله من الله تعالى ، وإذا مرَّ سفرك دون قلاقل أو مشاكل فهذه نعمة تحتاج منك إلى شكر وحمد وثناء على الله ، وكلما تفكرتُ في نعم الله لا أقدر أن أقول شيئا إلا ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم : ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك...

وعندما تصل إلى بيتك بعد هذا الغياب تتذكر صبر زوجتك على هذا الغياب ، وكيف تحملت الأمور فاللهم اجزهها خير الجزاء ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ...

ثم تترقب الصباح عندما توقظ الأطفال فيقوموا مسرعين إليك في فرحة عارمة ، وشوق كبير ، كلٌّ يتفقد هديته وما أحضرته له ... ثم بعد ذلك أسألُهم مختبرا : " أسافر مرة ثانية " فيأتيك الجواب بصراخ مرتفع : " لا ".

" مهرة " الصغيرة كم تقت لها ...

صدق ربنا القائل : ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )

لذلك إخواني وأخواتي :

اجلسوا مع أبنائكم وبناتكم ، دعهم يتكلمون ويعبرون عما في قلوبهم ، ولو علت أصواتهم ، ولو صرخوا ، ولو لوثوا ثيابك وبعثروا أغراضك ؛ فغيرك يتمنى أن يرزق بمن يقول له : " أبوي " و " أمي " ...

هذا سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم : يخرج لسانه للحسن بن علي رضي الله عنهما مداعبا وممازحا ...

يُأتى بالطفل الصغير فيبول على ثوبه عليه الصلاة والسلام ، فلا يغضب ولا يزجر بل يقول لنا : الراحمون يرحمهم الرحمن.

أتخيل لحظات القاء بوالدي الحبيب ، الذي والله أهابه وأخاف منه إلى الآن ، ليس بسبب بطشه فما كان والدي أبدا قاسيا ، وإنما محبة لهذا الرجل الكريم الذي لم يقصر معي في شيء ...

أمي الكريمة الغالية التي أمازحها في أثناء السفر فأقول لها : " ارتحتي مني " فتقول : " لا تقول مثل هذا الكلام ".

كم أنا مقصر معهما ... لذلك رعاك الله : اجلس مع والدك ووالدتك ، دعهم يتكلمون وكن منصتا مستمعها ...

نصائحهم مطولة ؟!

كلامهم عن الزمن الماضي ؟!

دعهم يتكلمون ...

عندك شهادة الدكتواره ؟!...

عندكِ شهادة في الطب ؟!...

دع كل هذا جانبا واجلس معهما وقل ( رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ).

" أحمد " صاحبي العزيز كم اشتقت لرؤيتك والجلوس معك ...

" بوسلمان " الغالي ، رجاءً " زهب " دلة القهوة وأنت تعرف كيف أشرب قهوتكم ...

أتخيل مشاعري في أول خطبة جمعة بعد عودتي : بوخليفة وبوراشد وبوأحمد هذه أسماء بعض كبار السن يأتون بعد الصلاة يسلمون عليّ كم أفرح بلقائهم ...

تذكرت أحد الإعزاء من مصر الكريمة بيني وبينه ألفة عظيمة ، تخيلت مشاعره وهو بعيد عن أهله : قد يمرضون وقد يتعبون فعلينا أن نقدر مشاعر هؤلاء تجاه أهليهم ...

وفي الختام :

هذه كلمات مبعثرة ، داعبت بها اليراع  شوقا إلى بلادي الحبيبة أسأل الله أن ييسر لي لقاء أحبتي وأهلي وطلاب العلم الكرام بها ...



أخوكم

عبدالله الكمالي

قبيل التوجه إلى المطار






17 يناير 2012

سبحان ربي الأعلى


سبحان ربي الأعلى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فكلنا يحفظ هذا الذكر العظيم : " سبحان ربي الأعلى " ونقول هذا الذكر في سجودنا في  كل صلاة ، متابعين ومقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول هذا الذكر في سجوده ...

ولكن :

هل فكرنا في معنى هذا الذكر العظيم ؟:

" سبحان ربي الأعلى "

فالله تعالى هو ربنا وإلهنا وخالقنا ومعبودنا ، نسجد له ولا نسجد لغيره ، لذلك نقول : " ربي " أي معبودي ، أعبده ولا أعبد غيره ، حتى لو كان هذا الغير فاضلا أو صالحا ، فصلاحه شيء ، ولكن لابد أن ننتبه أن عبادة غير الله أعظم المحرمات ...

" سبحان ربي الأعلى "

فالله تعالى هو " العلي " وهو " الأعلى " فهو على العرش استوى ، ونقرأ في القرآن العظيم : ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقوله : ( تعرج الملائكة والروح إليه ).

وعندما ندعو نرفع أيدينا إلى السماء ...

وهو مع علوه جل جلاله ، علمه في كل مكان لا تخفى عليه خافية : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ).

" سبحان ربي الأعلى "

فالله جل جلاله تعالى عن كل نقص وعيب وكل أمر لا يليق به ، فله الكمال المطلق ، والجلال الأعظم ...

الله جل جلاله تعالى عن ظلم الخلق لأنه متصف بالعدل الكامل ...

الله جل جلاله تعالى عن التعب والسنة والنوم لأنه متصف بالقوة والجبروت والكبرياء ، والحياة الكاملة التي لا نقص فيها ...

لذلك رعاك الله لا تظن بربك إلا خيرا ...

فلو ابتليت أو مرضت أو خسرت في تجارة فتذكر قول ربك :

( وما ربك بظلام للعبيد )

فاصبر وصابر وابذل الوسع والهمة والجهد وابشر بكل خير وفضل وجود من " العلي الأعلى "

وفي الختام لا يسعني إلا أن أثني على الله تعالى بقول سيد الثقلين صلى الله عليه وسلم : " سبحان ربي الأعلى ".

والله الموفق

أخوكم

عبدالله الكمالي

أبوسيف

غفر الله ولوالديه

13 يناير 2012

لا إله إلا الله


" لا إله إلا الله "

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فهذه الكلمة العظيمة : " لا إله إلا الله " هي التي من أجلها خلق الله الجن والإنس ...

وهي التي من أجلها خُلقت الجنة وخلقت النار ...

وبعث جميع الرسل والأنبياء للدعوة إليها من آدم إلى محمد بن عبدالله عليهم أتم الصلاة والتسليم ...

وهذه الكلمة العظيمة هي أعظم الحسنات كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ...

وهه الكلمة سيُسأل عنها كل أحد في قبره ، فيقال له : " من ربك ؟ "

وهذه الكلمة التي يجب علينا أن نأتي بها ونفهم معناها ونتعبد الله بها ...

فالمسلم الصادق هو الذي أفرد ربه جل جلاله بالعبودية ، فهو يعبد الله ولا يشرك به أي أحد ...

الوضوء يُطهر ظاهر العبد لذلك يقول بعد الوضوء : " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله "...

وكلمة " لا إله إلا الله " تطهر ظاهر وباطن العبد ...

إذا أردت أن تربي أبناءك على الخير فربهم على هذه الكلمة العظيمة وعلمهم " إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ".

علم زوجتك وبناتك وأهل بيتك وأرحامك ومن تعرف " لا إله إلا الله "

علمهم أن من معاني هذه الكلمة : أن نتوجه لله بالدعاء والرجاء والخوف والخضوع والذل ...

علمهم أن مِن فهم كلمة " لا إله إلا الله " الابتعاد عن تعليق الخيوط والحروز والطبوب ، وتحريم الذهاب للسحرة والمشعوذين والكهان والدجالين ، وتحريم الحلف بغير الله والنذر لغير الله وغير ذلك من صور الشرك نسأل الله العفو والعافية ...

تأمل في القرآن العظيم وانظر إلى الآيات العظمية الجليلة التي تقرر " لا إله إلا الله "

وتدبر في هذه الآيات جيدا ، وستجد أن كل آيات القرآن تدعو إلى هذه الكلمة العظيمة الجلية...

 فاحرص على الإتيان بهذه الكلمة العظيمة ، وفهمها ، وسل الله أن تحيا عليها ، وأن وتموت عليها ...

وقبل الختام : تأملوا رعاكم الله في هذه الكلمات الجميلة التي أثنى شاعرها على الله جل جلاله ...

" إن مسّنا الضّر, أو ضاقت بنا الحيل        ...     فلن يخيب لنا في ربنا أملُ

وإِن أناخت بنا البلوى فإِن لنا                 ...     ربّا يحولها عنا فتنتقلُ

الله في كل خطب حسبنا وكفى      ...     إليه نرفع شكوانا ونبتهلُ

من ذا نلوذ به في كشف كربتنا       ...     ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ

وكيف يرجى سوى الرحمن من أحدٍ   ...     وفي حياض نداه النَّهل و العَلَلُ

لا يرتجى الخير إلا من لديه ولا       ...     لغيره يتوقى الحادث الجللُ

خزائن الله تغني كلَّ مفتقرٍ             ...     وفي يد الله للسؤال ما سألوا

وسائل الله ما زالت مسائله            ...     مقبولة ما لها رد ولا مللُ

فافزع إلى الله واقرع باب رحمته      ...     فهو الرجاء لمن أعيت به السبلُ

وأحسن الظن في مولاك وارض بما    ...     أولاك يخل عنك البؤس والوجلُ

وإن أصابك عسر فانتظر فرجا        ...     فالعسر باليسر مقرون ومتصلُ

وانظر إلى قوله: ادعوني استجب لكُمُ         ...     فذاك قول صحيح ماله بدلُ

كم أنقذ الله مضطراً برحمته           ...     وكم أنال ذوي الآمال ما أملوا "



اللهم اجعلنا من أهل هذه الكلمة العظيمة ...

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه...

اللهم آمين

عبدالله الكمالي

أبوسيف

غفر الله ولوالديه

09 يناير 2012

كم أحبه ...


كم أحبه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فكم أحب هذا الرجل :

قدّم وبذل وأنفق وأكرم وروى السنة وغزا وعلم ونصر دين الله نصرا مؤزرا ...

وها هي كلماتي رعاكم الله تخجل والله من الكتابة عن فضائل هذا الرجل الفذ خشية أن لا تعطي الموضوع حقه ...

إنه " أبو بكر الصديق " رضي الله عنه وأرضاه

صاحب النبي عليه الصلاة والسلام ، والذي زوج ابنته " الحميراء " وهو لقب عائشة رضي الله عنها لشدة بياضها وجمالها ، فسبحان من جمع لها بين جمال الظاهر والباطن...

إنه الصديق : الصحابي ابن الصحابي ...وأبناؤه من الصحابة ، بل وبعض أحفاده من الصحابة الكرام البررة رضي الله عنهم أجمعين ...

الرجل الأسيف وصاحب القلب الرقيق ...يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم فيبكي رضي الله عنه وأرضاه ...

يصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، ويتبع سنته ، وينصر الإسلام بكل ما يقدر عليه ... لذلك سُمي رضي الله عنه : " الصديق ".

صاحَبَه في الهجرة والغار والمعارك والغزوات ...نقرأ في الأحاديث : خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر ...

وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ...

وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : " فديناك بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله ".

جواد كريم ، فهو صاحب البذل والعطاء والكرم والجود الشديد...

" لو اتخذت من أمتي خليلا لاتخذت أبابكر خليلا "

الله أكبر :

ما أجمل هذه الكلمات التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم ...

لذلك كان الصحابة الكرام يحبون الصديق رضي الله عنه لأنهم يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويقربه ويكرمه ...

فهذا علي بن أبي طالب يسمي بعض أبنائه " أبو بكر " .

وكان " الصديق " رضي الله عنه يحب أيضا آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام :

كان يحمل الحسن بن علي بن أبي طالب على عاتقه ويقول : بأبي شبيه النبي لا شبيه بعلي ...

رضي الله عنهم أجمعين ...

وعندما أقرأ سيرته بتمعن وتفكر أقول :

الله يعلم ما قلبت سيرتهم     يوما وأخطأ دمع العين مجراه

فهم قد صدقوا الله فرفعهم الله...

ونصروا النبي صلى الله عليه وسلم فرضي عنهم ربنا ...

فالله درهم

وعلى الله أجرهم

ورضي الله عنهم

اللهم اجمعنا بهم في الفردوس الأعلى

اللهم آمين

أخوكم

عبدالله الكمالي

أبوسيف غفر الله ولوالديه


01 يناير 2012

عويجة وأخواتها


" عويجة وأخواتها "

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فقد ثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال إبليس : وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، فقال الله تعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني.

فهذا هو حال الشيطان الرجيم في عداوته للإنسان ، في كل يوم يقذف بباطله وشباكه كي يصطاد بها الخلق ، خاصة من كان بعيدا عن تعاليم الشرع والدين ...

ومن شباكه الخطيرة – والعياذ بالله – ارتكاب الشركيات التي تهدم كلمة : " لا إله إلا الله " ولكن بأسماء مستعارة ومزيفة وباطلة ، فهذه الشركيات الموبقة تُسمى : " ألعاب و تسالي و عروض سحرية " وما هذه الأسماء المتنوعة إلا من نسج وابتكار الشيطان الرجيم ...

فهذا يزعم أنه يقرأ الكف ، فيفعلها بداعبة وظرافة ، فالناس تضحك وتبتسم ، وما علموا أنهم وقعوا في أمر يمقته ربنا جل جلاله...

وهذه مع زميلاتها تسمع عن ألعاب مختلفة يجمعها اسم " السحر " فيقبلون عليها ثم تتلاعب بهم شياطين الجن وشياطين الإنس ، نسأل الله العفو والعافية ...

والمسلم يقبل بالدعابة والمرح والضحك ولكن إن خدشت هذه الأمور في كلمة " لا إله إلا الله " أو خدشت في الدين :

فلا

وألف لا

فهذه رأس المال ، وأغلى ما يملك الإنسان فهل أفرط في هذا الأمر العظيم الجليل بمثل هذه " الشركيات " !

رأيت مرة بنفسي أحد الشباب قاده حب التطلع إلى ممارسة الجريمة الكبرى " السحر والشرك بالله " فلا شيء دون مقابل ... والشيطان لا يرضى إلا بأن تتبرأ من كلمة " لا إله إلا الله " حتى يقدم لك " الخدمة السريعة " التي تقود العبد إلى جهنم والعياذ بالله.

وفي الختام لا يسعني إلا أن أقول :

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه...

والله الموفق

أخوكم

عبدالله الكمالي

أبوسيف

غفر الله ولوالديه