22 مارس 2012

من أحكام المولود


من أحكام المولود
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فإن من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان نعمة الأبناء فقد قال الله تعالى : ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا  ﴾.
 وإذا أردت أن تعرف عظيم نعمة الله بإعطائك الولد فاسأل من لم يُرزق بنعمة الأبناء ، كيف حاله ؟ ومشاعره ؟! ثم قل : الحمد لله على هذه النعمة العظيمة ...
ومن كمال هذا الدين العظيم أن شرع لنا رب العالمين بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالمولود , أود أن اذكرها لكم على وجه الاختصار ليعم الخير والنفع إن شاء الله تعالى ...
فمن أهم هذه الأحكام إخواني الأفاضل :
أن لا يعترض الإنسان على حكم الله ورزقه , فإن رزقك اللهُ الإناث فقل : الحمد لله ، وإن رزقك الذكور فقل : الحمد لله قال الله تعالى : ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ  ﴾.
قلت هذا لأن بعض الناس من الرجال والنساء هداهم الله جميعا قد ينظر بنظرة جاهلية لجنس المولود ، فإن كان المولود أنثى تمنى أن يكون ذكرًا ، وإن كان ذكرًا تمنى أن يكون أنثى وهذا خطأ ، فالزرق من عند الله سبحانه وتعالى ، فاسأل الله الخير واستعذ بالله من الشر .
فالعبرة إخواني الأفاضل بالبركة في الأبناء فكم من بنت فاقت الذكور وكانت أنفع لأبويها من عشرات الذكور ، وكم من ذكر فاق الإناث في الصلاح والتقوى والنفع.
وتأمل في صنيع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كانت إذا ولد فيهم مولود أي : في أهلها لا تسأل غلاما ولا جارية , وإنما تقول: خلق سويا ؟ فإذا قيل : نعم ، قالت : الحمد لله رب العالمين.
ولكن وللأسف الشديد بعض الناس وهم قلة إن شاء الله قد ينظرون لمن يرزق بأنثى نظرة حزن على حاله وهذا لا يجوز ، فحال أهل الجاهلية كان كما قال الله :﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ  ﴾.
حتى لو قدر الله تعالى ورزق الإنسان بطفل معاق فليرض بما كتب الله له عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا وَقَالَ :اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا وَلَا تُكْثِرْ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ.
ومن الأحكام المتعلقة بالمولود :
حسن اختار الاسم فلا بد أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الكريمة من تسمية المولود بالاسم الحسن الذي لا يُعير به في المستقبل ، وأيضا الذي لا محظور فيه ولا خطأ .
وأحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن هكذا قال النبي ، فاحرص بارك الله فيك على ذلك ...
وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يحرص غاية الحرص على الاسم الحسن ويغير الاسم القبيح فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَتْ يُقَالُ لَهَا عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيلَةَ.
قال بعض أهل العلم : (( وهذا باب عجيب من أبواب الدين , وهو العدول عن الاسم الذي تستقبحه العقول وتنفر منه النفوس , إلى الاسم الذي هو أحسن منه , والنفوس إليه أميل , وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الاعتناء بذلك... )).
وهنا مسألة يسألها البعض : متى يسمى المولود؟
 فالجواب إن كنتَ عيّنت الاسم قبل الولادة فأظهر الاسم بعد الولادة مباشرة فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : وُلِدَ لِي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ وَكَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِي مُوسَى.
وقد بوب البخاري رحمه الله على هذا الحديث : (( باب تسمية المولود غداة يولد لمن لم يعق عنه وتحنيكه )).
أما إذا لم يكن اسم الطفل قد تحدد فإنه يسمى في اليوم السابع ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى )) ...
ويستحب لك أخي الكريم أن تحنك المولود بأي شيء له طعم حلو خاصة التمر فأغلب الروايات التي فيها ذُكر التحنيك ذكرت التمر .
فإن قال قائل ولم هذا ؟
فأقول : قل سمعنا وأطعنا ، هذا هو حال المسلم مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وصفة التحنيك :
أن تأتي بالقطعة اليسيرة من التمر فتمضغها ثم تضعها في فم الطفل بعد ولادته مباشرة ، فإن لم يوجد التمر فبأي شيء حلو الطعم.
والتحنيك مستحب للذكر والأثنى : قالت أم سليم لابنها أنس رضي الله عنه لما وضعت : يَا أَنَسُ لَا يُرْضِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا أَصْبَحَ احْتَمَلْتُهُ فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ [ أي حديدة ] فَلَمَّا رَآنِي قَالَ : لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ قُلْتُ نَعَمْ فَوَضَعَ الْمِيسَمَ قَالَ وَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ فَلَاكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الْأَنْصَارِ التَّمْرَ ، قَالَ : فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَسَمَّاهُ عَبْدَ الله.
ويستحب لك أن تعق عن المولود ذكرا كان أم أنثى ، ولكن الذكر يعق عنه بذبيحتين والأنثى بذبيحة هذا ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى )) .
وعن عائشة رضي الله عنها : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُمْ عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ.
واحرص عليها ولا تفرط فيها ففي الحديث الصحيح: (( الْغُلَامُ مُرْتَهَنٌ بِعَقِيقَتِهِ )).
ومعنى مرتهن بعقيقته أي مبعد عن الانشراح والسعادة لذلك يقول بعض أهل العلم:(( ولهذا قل من يترك أبواه العقيقة عنه إلا وهو في تخبيط من الشيطان )).
وتذبح العقيقة في اليوم السابع فاحرص على ذلك ولا تؤخر العقيقة ، ولاحظ أخي الكريم أن العقيقة في اليوم السابع أي : إذا كان المولود قد ولد في يوم السبت فإن العقيقة تكون في يوم الجمعة ، فبعض الناس يظن أنه لو زرق بمولود في يوم السبت مثلا فإن العقيقة تكون في يوم السبت ، ولو حسبت الأيام لوجدت أن يوم السبت سيكون الثامن وليس السابع .
والسنة أن يذبح شاة في العقيقة ، ويشترط فيها ما يشترط في الأضحية من ناحية السن والسلامة من العيوب .
ومن أراد أن يعق عن أبنائه فهو مخير بين أن يأكل من لحم العقيقة أو يطعمها الأقارب أو الفقراء والمساكين .
ولكن إذا صنع الإنسان وليمة فليحرص على الدعاء للمولود ، فعن معاوية بن قرة قال : لما وُلد لي إياس دعوت نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتهم , فدعوا فقلت: إنكم قد دعوتم فبارك الله لكم فيما دعوتم وإني أدعو بدعاء فأمِّنوا , قال : فدعوت له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا , قال: فإني لأتعرف فيه دعاء يومئذ .
 وقد بوب على هذا الأثر الإمام البخاري في كتاب الأدب المفرد بقوله: (( باب الدعاء في الولادة )) .
فانظر إلى عظيم أثر الدعاء على صلاح الأبناء ، فأكثر من الدعاء للأبناء ، وإياك إياك من الدعاء على أبنائك فقد يوافق هذا الدعاء ساعة إجابة فيندم الإنسان ولا ينفع الندم بعد ذلك.
 ويستحب لك أن تحلق شعر المولود في اليوم السابع فقد مر علينا قبل قليل حديث حلق شعر المولود في اليوم السابع ويوزن الشعر ثم يتصدق على المساكين بما يعادل وزن هذا الشعر فضة , قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما ولدت الحسن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين.
وبالنسبة للحلق فالراجح والله أعلم أنه عام للذكور والإناث فالنساء شقائق الر جال كما قال عليه الصلاة والسلام.
وقد ذكرت لك أخي الفاضل وأختي الفاضلة شيئا يسيرا من الأمور المتعلقة بالمولود وفي هذه الأحكام الشرعية بيان عناية الإسلام بالأبناء الصغار كي يكبروا على الخير والصلاح والفلاح فإن صلح أبناؤك كنت أنت المستفيد من ذلك قال عليه الصلاة والسلام :  (( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ )) .
﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا

والله الموفق
أخوكم
عبدالله الكمالي
أبو سيف غفر الله له ولوالديه

تنبيه : من أراد طباعتها فله ذلك وجزاه الله الجنة

18 مارس 2012

إلى الأقلام المتأخرة : عتاب على الصمت والسكوت


إلى الأقلام المتأخرة : عتاب على الصمت والسكوت
فهذه كلمات عنت في البال وسرحت في الخيال أوجهها لأقلام وأصوات وتغريدات تأخرت - في نظري القاصر - في الرد على شُبه طرحها البعض حول دولة الإمارات العربية المتحدة وولاة أمرها ، وبعض الأمور التي مرت خلال الأيام الماضية ، فإليهم جميعا أكتب هذه الكلمات لعلهم يعاتبون أقلامهم أو ينبهون ضمائرهم أو يأنبون تغريداتهم أو يوبخون قوافيهم.
كال بعضهم تهما واضحة البطلان لدولة الإمارات وولاة أمرها وما زال بعضهم يطلق كلامه جزافا إلى الآن ، فلما كانت هذه التهم عبارة عن فكرٍ قد طرح بطريقٍ خطأ  كان الواجب مواجهة هذا الفكر بفكر يسير في طريق الصواب ، فإذا بزغ الباطل أشرق نور الصواب ، وإذا جادل أهل الباطل قطعهم أهل الحق بإذن الله.
لقد أحس بعض الأفاضل أنهم بالفعل غرباء عندما كتبوا وتكلموا بالكثير الكثير لدحض ورد هذه الشبه .
لماذا أحسوا بالغربة ؟
لأن بعض الكُتاب ما برى قلمه للدفاع عن وطنه ، وبعضهم لا يعلم أصلا بما يجري ويحدث ، وبعضهم أيضا قد يخشى مواجهة شيخ الطريقة والفكر الذي لا يُصرح به إلا  للخاصة !
رأيتُ من أكل من خير هذه الدولة كثيرا ولم ينطق بحرف واحد تجاه ما يجري ويحصل ، فأين الوفاء وتذكر الجميل والإحسان ، وهل عزَّ الوفاء إلى هذه الدرجة عند بعضهم ؟!
وفي خضم هذه المطارحات الفكرية وجدتُ بعضهم يتكلم بنفس غريب جدا فالناس في واد وهو في واد الطعن والغمز واللمز في الشرع والدين ، فآراء الإلحاد أولى عنده من أي شيء آخر ، فهل هانت عليهم الأوطان والأديان إلى هذا الحد ؟!
وهل خاف البعض على نفسه وقلمه وصوته وانتظر النهاية حتى يمسك العصا من الوسط أو حتى يضمن لنفسه مقعدا لو قدر الله ووقع المكروه ؟!
تابعت تغريدات بعضهم في تويتر فبأي مداد أكتب مشاعر الألم تجاه صمتهم العجيب الذي لا أجد له أي تبرير .

لا أدعوهم أبدا للدخول في مهاترات ومشاجرات فكرية ، ولكن كلمة الوفاء في موطن الوفاء طيبة وعزيزة وجميلة ، والأوفياء يُسطر التاريخ ذكرهم ، والساكتون المتفرجون على بلدانهم وأوطانهم يُسطر التاريخ ذكرهم ...
ولكن الفرق بينهما كما الفرق بين الثريا والثرى !
كنتُ انتظر كلمة واحدة من بعض كتاب الأعمدة في الجرائد والصحف حول رد هذه الافتراءات الظالمة على بلادنا الحبيبة.
وكنتُ انتظر جملة واحدة من بعض الإعلاميين لرد هذه الشُّبه الباطلة.
وكنت انتظر تغريدة واحدة من بعض المغردين في تويتر لرد هذه الأكاذيب البينة.
فأين هي هذه الأقلام والأصوات والتغريدات ؟!
أيها الشعراء والكتاب والأدباء :
مَن منكم داعب يراعه واستخرج مكنون كلماته في الوفاء لبلاده التي لم تقصر معه في شيء ؟!
فئة قليلة جدا ، والباقي في صمت يقطع نياط القلوب ، فهل ماتت مشاعر أقلامكم ؟!
فمن كان كذلك فليكسر قلمه فلا حاجة لنا فيه.
لذلك لابد من عتاب الأقلام الصامتة فمن خانك في كلامه أخشى أن يخونك غدا في ساحات المعارك.
وما كل من أتاك مبتسما وقت الرخاء سيقف معك وقت الشدة.
وإذا ذكرتُ الصمت فلا بد أن اذكر الوفاء ، فقد انبرى ثلة من أفاضل طلاب العلم من الإمارات على وجه الخصوص ومن الخليج على وجه العموم ومن أفاضل حملة الأقلام للرد على شبه أثارها البعض ودحضوها وفندوها وبينوا أنها كذبات وكذبات على الإمارات وولاة أمرها فجزاهم الله خيرا وبارك الله فيهم .
وختاما:
إلى كل صامت وساكت ومتفرج ومشاهد :
الوطن ينتظر منك الكثير فقل الحق ورد الباطل



11 مارس 2012

واجب المسلم وقت الفتن


واجب المسلم وقت الفتن
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا , وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد :
فلا شك ولا ريب أن الله سبحانه وتعالى خلق خلقه ليعبدوه وليؤمنوا به , وربنا سبحانه وتعالى حكيم عليم يبتلي عباده بالخير ويبتليهم بالشر فالمؤمن شاكر في الرخاء صابر عند البلاء فالفتن تمحص الإنسان وتظهر الصادق من الكاذب فالله تعالى يقول : ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ فهذه الابتلاءات تظهر معادن الرجال فمن من يكون ثابتا كالجبال ومنهم من يتقلب ومن ينتكس ويتغير نسأل الله العافية والسلامة ...
وفي الأزمنة المتأخرة تكثر الفتن كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ وَيَنْقُصُ الْعَمَلُ وَيُلْقَى الشُّحُّ وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ .
والسؤال المهم الذي ينبغي علينا أن نفكر فيه ما هو واجبنا تجاه الفتن والأزمات وكيف نتصرف في تلك الأوقات؟
فالجواب:
إن من رحمة الله بنا أن أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم فبين نبينا عليه الصلاة والسلام كل شيء نحتاج إليه في ديننا , بين لنا آداب الطعام والشراب , وآداب قضاء الحاجة وغير ذلك فمن باب أولى أن يبين لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم واجبنا تجاه الفتن والأزمات وهو الرؤوف الرحيم بنا قال الله تعالى : ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ .
وقال صلى الله عليه وسلم : ليس من عمل يقرب من الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب من النار إلا وقد نهيتكم عنه.
ومن أساليب النبي صلى الله عليه وسلم الدعوية العظيمة أنه إذا ذكر الشر ذكر المخرج منه ، فعندما يذكر الفتن يذكر صلى الله عليه وسلم كيف نواجه هذه الفتن فمن الأمور العظيمة التي ينبغي علينا أن نراعيها عند الفتن والأزمات ما يلي:
أ‌-     الإقبال على العبادة:
فالفتن من أوقات الهرج والمرج ، الكل مشغول بالكلام والحديث عنها , ماذا جرى ؟ وماذا حصل ؟
هذا يحلل وهذا يدلي برأيه وهذا يقول أظن وسمعت ...
لذلك رغّب النبي صلى الله عليه وسلم في العبادة وقت الفتن والأزمات فقال عليه الصلاة والسلام :عبادة في الهرج كهجرة إليّ.
ب‌- الدعاء :
فالمسلم حريص على تحقيق هذه العبادة العظيمة التي لها صلة كبيرة جدا بالإيمان بالله سبحانه وتعالى , فتجده منطرح بين يدي الله , فقير إليه محتاج إلى لطفه وكرمه ومنته ...
وفي عبادة الدعاء تبرأ الإنسان من حوله وقوته وإبعاد للعجب والغرور عنه وهذا أمر في غاية النفع وقت الفتن والأزمات ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شر الفتن فقد كان من دعائه عليه الصلاة والسلام : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ.
ج- سؤال أهل العلم :
فمن الأمور المحزنة والمؤسفة عند بعض الناس أنه لا يفقه شيئا في دين الله ولكنه يتكلم في الدين ويظن أن المسألة سهلة وهينة , صح عن عبدالرحمن بن أبي ليلى رحمه الله أنه قال : أدركت مائة وعشرين من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول.
فانظر إلى ورع الصحابة الكرام رضي الله عنهم وعدم حرصهم على إجابة السؤال ...
لذلك إذا كان علمنا قليلا فالواجب علينا أن نسأل أهل العلم الثقات الراسخين وفي هذا امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى والخير والبركة والسعادة والراحة والطمأنينة في إصابة أمر الله يقول الله تعالى ﴿ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ وأهل الذكر هم أهل العلم ...
د- الالتفاف حول ولي الأمر :
فالنصوص الكثيرة العظيمة جاءت بوجوب طاعة ولاة الأمر ، لاحظ معي نفع الله بك أني قلت النصوص الكثيرة فطاعة ولاة الأمر مسألة شرعية دينية .
قال صلى الله عليه وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من يطع الأمير فقد أطاعني و من يعص الأمير فقد عصاني.
فالواجب على المسلم أن يسمع ويطيع للأمير خاصة وقت الفتن ...
وتخيل المفاسد العظيمة التي ترتب على مخالفة ولي الأمر والفرقة والشقاق وقت الفتن والأزمات فالزم هذه القاعدة النبوية ففي ذلك الخير كله إن شاء الله.
هـ- اتهام الرأي والنفس :
فمن الخطورة الكبرى في أوقات الفتن أن يُعجب الإنسان برأيه فيرى أنه هو الذي على الصواب وغيره على الخطأ وأن العلماء كلهم لا يفقهون شيئا وأنه هو العالم النحرير وهذا كله خطأ بين وقصور في العقل والتفكير قال عليه الصلاة والسلام : ثلاث مهلكات : شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه . وثلاث منجيات : خشية الله في السر والعلانية والقصد في الفقر والغنى والعدل في الغضب والرضا.
بل قال في حديث عظيم كأنه يتكلم عن أوقات الفتن خاصة في زماننا : ولا تنازعن ولاة الأمر وإن رأيت أنك أنت.
فحتى لو رأى الإنسان نفسه أنه قد بلغا مبلغا عظيما من العلم أو الخلق أو أي شيء آخر فلا بد أن يتهم نفسه وأن ينظر إلى نفسه نظرة احتقار وازدراء.
و- عدم الخوض في الفتن وعدم المشاركة فيها :
يسارع بعض الناس عند حصول فتنة على المشاركة فيها ويزين لهم الشيطان ذلك وهذا كله مخالفة لسنة سيد البشر وسيد الخلق صلى الله عليه وسلم القائل : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ .
خاصة إذا كانت هذه الفتن تراق فيها الدماء ويقتل فيها الأبرياء فما عذرك أمام الله سبحانه وتعالى لو قتلت نفسا في هذه الأوقات ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول : ما يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما.
فالأمر والله خطير وقد عهد النبي عليه الصلاة والسلام إلى بعض الصحابة الكرام عهدا : إِذَا كَانَتْ الْفِتْنَةُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَتَّخِذُ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ.
وقال عليه الصلاة والسلام: سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُهُ وَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ.
ومن الأمثلة العملية لخطورة المغامرة في أوقات الفتن ما قاله عليه الصلاة والسلام : مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ.
فالمسلم لا يغامر بأغلى ما يملك ألا وهو إيمانه بالله سبحانه وتعالى ...
ز- عدم ترويج الإشاعات :
فالفتن من أوقات انتشار الإشاعات وبعض الناس يصدق كل شيء يصدق أخبار الجرائد والصحف وقول فلان وفلان وكأن هذه الأمور من المسلمات ولا يعمل عقله في الموضوع أبدا فقد تلقّى الموضوع دون تفكير ونشره أيضا دون تفكير وبعضهم يحب أن يضيف على الموضوع شيئا من الإثارة فيزيد فيه قليلا ظانا أن هذه الزيادة لا حرج فيها وهذا لا يجوز.
أين هذا الإنسان من رجل خاف الله تعالى فنطق بخير أو سكت ولم يتكلم بالشر
فنقل مثل هذه الإشاعات جرمه عظيم فمن أسباب عذاب القبر كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام : كذاب يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق.
أسأل الله أن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، والله الموفق.




07 مارس 2012

كتاب : رغبة الموحدين في تعلم أصل الدين



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فأضع بين أيديكم إخواني الكرام والأخوات الكريمات كتاب : رغبة الموحدين في تعلم أصل الدين ، تأليف الشيخ العلامة إبراهيم بن محمد آل رضوان رحمه الله تعالى ، والذي طبعه الشيخ عبدالله بن حسن المدفع رحمه الله في عام 1302هـ / 1885م .
وكلاهما من أهل الشارقة رحمة الله عليهما أجمعين .
وقد قدمتُ للكتاب بمقدمة ذكرتُ فيها شيئا من التاريخ العلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ولما شحت نسخُ الكتاب رأيت من المناسب جدا أن أنشره للقراء الكرام ...
أسأل الله أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبل مني ويعفو عني ويرحمني .
والله تعالى أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .




الرابط الأول

الرابط الثاني