من أوصافه صلى الله عليه وسلم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه أيها الأحبة الكرام بعض أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية أخذتها من صحيحي البخاري ومسلم وفيها فوائد طيبة ومفيدة وعلقت بشيء يسير جدا على بعض الأحاديث ، فإليكم هذه الأحاديث :
1- قال أنس بن مالك رضي الله عنه : أنس بن مالك، يصف النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «كان رَبْعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ، ليس بجعد قطط ، ولا سبط رجل ، أنزل عليه وهو ابن أربعين ، فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه، وبالمدينة عشر سنين، وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء» قال ربيعة: «فرأيت شعرا من شعره، فإذا هو أحمر فسألت فقيل احمَّر من الطيب».
ربعة :أي بين الطول والقصر.
أزهر اللون : أي أبيض مشرَّب بحمرة كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.
أمهق : أي ليس بالأبيض شديد البياض .
ولا آدم : أي ليس بالأسمر.
بجعد قطط ولا سبط: أي لم يكن شعره صلى الله عليه وسلم بالشعر الخشن الذي لا يسترسل ولا كان شعره صلى الله عليه وسلم بشديد الاسترسال وإنما هو وسط.
فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه : من أساليب العرب إلغاء الكسر اختصارا فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة.
2- وقال البراء رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسن الناس وجها وأحسنه خَلقا، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير».
وبهذا يظهر أن الله عزوجل أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم حسن الخِلقة والخُلق.
3- عن أبي إسحاق، قال: سئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ قال: لا بل مثل القمر .
مثل السيف : أي في الطول واللمعان فأجب البراء رضي الله عنه بأن وجهه صلى الله عليه وسلم مثل القمر استدارة ولمعانا وضياء.
4- وعن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : ...وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم ، قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك.
انظر رعاك الله إلى أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وشدة محبة الصحابة له وشدة محبته للصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
5- وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : يحدث حين تخلف عن تبوك، قال: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه ، حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه .
6- وعن البراء رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس وجها وأحسنه خَلقا، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير .
7- وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ، وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده نبي».
8- عن أبي موسى الأشعري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: «أنا محمد ، وأحمد ، والمقفي ، والحاشر ، ونبي التوبة، ونبي الرحمة».
المقفي : الذي جاء بعد وعقب الأنبياء فلا نبي بعده.
الحاشر : قال ابن رجب الحنبلي : يعني: أن بعثهم وحشرهم يكون عقيب رسالته، فهو مبعوث بالرسالة وعقيبه يجمع الناس لحشرهم.
9- عن أنس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشى تكفأ ، ولا مسست ديباجة ، ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا مشى تكفأ : قال ابن الجوزي رحمه الله : أي تمايل إلى قدام كأنه من قوته يمشي على صدفة قدميه
10- عن جابر بن سمرة ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه ، فاستقبله ولدان ، فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا ، قال : وأما أنا فمسح خدي ، قال : فوجدت ليده بردا ، أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار.
جؤنة عطار : أي سلة عطار.
فهذه الأحاديث تبين شدة حب الصحابة الكرام له صلى الله عليه وسلم ، فقد نقلوا صفته الخلقية ونقلوا لنا سنته عليه الصلاة والسلام ، وطبقوها وعملوا بها ، فمن أراد الظفر بخيري الدنيا والآخرة فعليه باتباع هديه وسنته صلى الله عليه وسلم.
والله الموفق
أخوكم عبدالله الكمالي
أبو سيف غفر الله له
15/9/2012
.