08 ديسمبر 2011

عناقيد الإثم

عناقيد الإثم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
شدني أيها الأحبة الكرام شكل " عنقود العنب " فالحبة تتبع الأخرى ، وتتدلى حتى تكون هذه الحبات هذا العنقود ...
وهكذا رعاكم الله تكون الخطايا والآثام :
فالخطيئة تتبع الآخرى ثم تمُلأ السجلات – سجلات الذنوب – نسأل الله العفو والعافية ...
عذرا بورك فيكم فلست اليوم في مقام التوبيخ أو التأنيب ولكني اذكر نفسي المقصرة التي تقصر في طاعة الله .
وعندما يتهاون العبد في الخطأ والزلل تقع الكارثة عند ذلك نسأل الله الستر والهداية ...
لذلك كان السلف الصالح يقولون : لا تنظر إلى صغر المعصية وانظر إلى عظمة من عصيت...
فهذا شاب بدأ بتصفح مواقع الشكوك والشبه فهنا كانت النقطة الأولى ثم أوقعه الشيطان في الشرَك والفخ ، فبدأت هذه الشبه تتغلل إلى قلبه وفكره... يأتيك مجادلا مناظرا يظن نفسه بأنه على شيء وما علم بأن هذه الشبه تزول والله بعلم يسير جدا من نور الكتاب والسنة ...
اتصل بي مرة أحد الشباب وعرض شبهة لبَّس عليه الشيطان فيها فوفقني الله – والمنة والفضل والكرم والجود كله لله – فأجبته على البديهة ببعض الأدلة من القرآن الكريم فسكت مباشرة ولم يرد عليّ بشيء ...
وهذه فتاة تتابعت عليها مشاكل وقلاقل وهنا بدأ الشيطان بنصب فخه لهذه المسكينة فزين لها اللجوء إلى السحرة والمشعوذين والكهان ثم بعد مدة انطبق عليها موضوع : " عناقيد الإثم " ، فتجد نفسها من سدنة وعبيد هؤلاء الشياطين ...
ولا أنس هذه المرأة المسكينة التي اتصلت بي وقد صنع لها أحد الخبثاء سحرا خبيثا جدا فدللتها على قراءة سورة البقرة ، ثم تمر الأيام والليالي وتتصل وتخبرني بأن الله العظيم – وهو ذو الفضل والجود والجلال والإكرام – فرج عنها وأذهب ما بها ...ومن اعتصم بالكتاب والسنة نجاه الله من كل شر وسوء.
وذات يوم التقيت بأحد كبار " ملوك الطرب " التائبين فقال لي ولغيري ممن كان حاضرا: " يا عيالي لا تدخلون في معاصي ما ترومون ترجعون عنها ".
نعم هذه هي " عناقيد الإثم " التي تجر بعضها بعضها ...
وأما في الطرف الآخر فهي " عناقيد الأجر " فالطاعة تجر أختها ...
تذكرت الآن رجلا من الإمارات توفي عليه رحمة الله قلَّب أبناؤه في أوراقه بعد موته فوجدوه قد تكفل ب 70 أسرة ينفق عليها ، وأهله لا يعلمون عنه شيئا ...
فانظر إلى أبواب الأجر التي فتحها الله في وجه هذا الرجل ...
وبعد هذا أيها الأحبة الكرام :
من قدم ما يحبه الله على ما تحبه النفس الأمارة بالسوء فاز وربح وأعطاه الله خيرا عظيما جدا ...
اللهم استر علينا
واغفر لنا
اللهم آمين
أخوكم
عبدالله الكمالي
7/12/2011


هناك تعليق واحد:

  1. كتب الله لك الأجر يا أبا سيف وصايا نافعة ناجعة بإذن الله ...
    نعم الذنوب والمعاصي تولد بعضها بعضا وربما جرت إلى ما هو أعظم وأشد ...
    وفي المقابل الحسنات تجر إلى الأعمال الصالحات الباقيات النافعات إذا خلُصت النية وحسن العمل

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.